أندرويد يحتاج أن يتذكر جذوره قبل أن يصبح جهاز كمبيوتر شخصي

جوجل تدخل عالم الحواسيب الشخصية: هل سنحصل أخيرًا على بديل حقيقي لنظامي التشغيل السائدين؟
تستعد جوجل لدخول مجال الحواسيب الشخصية بقوة، مما قد يعني حصول المستخدمين أخيرًا على خيار حقيقي يتجاوز أنظمة التشغيل التقليدية. بعد سنوات من بقاء نظام تشغيل كروم في حالة من الركود، أكدت الشركة العملاقة أنها ستقدم بديلاً حقيقيًا لأنظمة التشغيل مثل ويندوز 11 و ماك أو إس في المستقبل القريب.
إشارات من قمة كوالكوم: نظام أندرويد للحواسيب الشخصية قادم
خلال فعاليات قمة كوالكوم (مع الإفصاح بأن كوالكوم تحملت تكاليف السفر والإقامة، دون ضمان أي تغطية إعلامية مقابل ذلك)، تحدث نائب رئيس جوجل للأجهزة والخدمات، ريك أوستيرلوه، مع الرئيس التنفيذي لكوالكوم، كريستيانو آمون، مشيرًا إلى هذه المرحلة الجديدة من تطور نظام أندرويد. وعلّق آمون قائلاً: “لقد رأيته، إنه مذهل”.
ما الذي يحتاجه نظام أندرويد لينجح على الشاشات الكبيرة؟
لكي ينجح نظام أندرويد على الحواسيب المكتبية والمحمولة، يجب أن يقدم أكثر من مجرد نسخة معدلة مشابهة لنظام آيباد أو إس. بإمكان جوجل تقديم نظام تشغيل يوفر تجربة متكاملة بين الأجهزة المختلفة، مشابهة لتجربة أبل، ولكن دون تقييد المستخدمين داخل بيئة مغلقة تفرض عليهم استخدام التطبيقات التي تختارها جوجل فقط.
كثير من مستخدمي الحواسيب الشخصية، ومن بينهم كاتب هذا المقال، يشعرون بالانزعاج من إجبار مايكروسوفت للمستخدمين على اعتماد تطبيقاتها مثل OneDrive من خلال الإعلانات المنبثقة المزعجة. تغيير هذه البيئة سيكون مرحبًا به، لكن دون التضحية بمكتبات الألعاب مثل ستيم.
نظام أندرويد للحواسيب سيكون غنيًا بميزات الذكاء الاصطناعي
من المتوقع أن تملأ جوجل نظام التشغيل الجديد بميزات الذكاء الاصطناعي، خاصة جيميني. على أجهزة كروم بوك، يتوفر جيميني وتطبيقات مثل NotebookLM مباشرة من شريط المهام. من المرجح أن تسعى جوجل لدمج جيميني مباشرة في واجهة المستخدم الرئيسية، على غرار ما تفعله مايكروسوفت مع Copilot في ويندوز 11.
تطبيقات جوجل مثل Gmail و Docs و Sheets تحتوي بالفعل على أزرار تسمح لجيميني بالوصول إلى ملفاتك. بينما يكون هذا مفيدًا في بعض الأحيان (مثل ملء الجداول بسرعة)، إلا أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أحيانًا غير دقيق. الاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي تتطلب إعادة تهيئة توقعات المستخدمين، وهو تحدي صحيح نظرًا لاعتيادهم على تجربة أنظمة مثل ماك أو إس وويندوز ولينكس.
العودة إلى الجذور: لينكس كأساس لنظام أندرويد للحواسيب
وُلد نظام أندرويد كنسخة معدلة من نواة لينكس. بعد سنوات من التطور، أصبح مشروع أندرويد مفتوح المصدر أساسًا لجميع الأجهزة المحمولة خارج نطاق آبل. أفضل خيار لأندرويد لغزو عالم الحواسيب الشخصية قد يكون العودة إلى جذوره في لينكس.
التحدي الأكبر: التخلي عن سياسة المتجر المغلق
لا أحد يريد أن يكون مقيدًا بمتجر تطبيقات واحد. استمرت جوجل في الدفاع في المحاكم عن فكرة أن تثبيت التطبيقات من خارج المتجر ومتاجر الطرف الثالث يفسد تجربة المستخدم، لكن القضاة والمستخدمين لم يقتنعوا بهذا الرأي. الوصول الكامل إلى جميع تطبيقات أندرويد الأصلية شيء جيد، لكن يجب أن تعمل بشكل جيد على الشاشات الكبيرة. علاوة على ذلك، يتوقع المستخدمون تحميل جميع تطبيقات الإنتاجية والألعاب الرئيسية.
مشكلة التوافق هي التي تعيق أجهزة كوالكوم التي تعتمد على معالجات Snapdragon X مع نظام ويندوز 11. ستكون جوجل في وضع أفضل إذا ضمنت للمستخدمين الوصول إلى إصدارات لينكس من التطبيقات الأكثر شيوعًا بدلاً من السماح لهم بتثبيت النسخة المحمولة من تطبيق مثل تيك توك.
ما الذي يحتاجه نظام التشغيل الجديد لينجح؟
نظام تشغيل كروم بوك بسيط جدًا، لكنه يعاني من قيود كبيرة. إدارة الملفات يمكن أن تكون مهمة شاقة، والمهام البسيطة مثل اقتصاص الصور بأحجام محددة ليست سهلة في التطبيقات الافتراضية. نظام تشغيل للحواسيب المكتبية يتطلب عقلية مختلفة تمامًا عما اعتادت عليه جوجل.
- المستخدمون يريدون نظامًا نظيفًا، واضحًا، وسهل الإدارة.
- لا حاجة للزخارف المبالغ فيها مثل تصميم Material 3.
- القدرة على استخدام جميع الملحقات والشاشات الخارجية الحالية.
- تخصيص الإعدادات وفقًا لاحتياجات المستخدم.
- تسهيل عملية تغيير مكونات الحواسيب المكتبية أو الأجهزة المحمولة القابلة للتخصيص.
يبدو أن جوجل تستهدف معالجات كوالكوم للحواسيب الشخصية كبداية. لكن هذا المشروع لا يمكن أن يكون تجربة عابرة. جوجل، المعروفة بإلغاء ميزات أو خدمات راسخة (مثل خدمة بث الألعاب ستاديا)، تحتاج إلى الالتزام بدعم هذا المشروع الجديد على المدى الطويل. مقارنة بنظام كروم أو إس، يجب ألا يكون هذا النظام الجديد مقيدًا بالعمل من خلال متصفح كروم فقط.