على رابتشر توك، اليوم هو نهاية العالم كما نعرفه
الانقلاب الموعود: كل ما تريد معرفته عن “الاختطاف” المزعوم في 23 سبتمبر 2025
إذا كنت تقرأ هذه السطور الآن، فالأرجح أنك من “المتبقين”! في زوايا تطبيق “تيك توك” المخصصة للشؤون الدينية، قرر مجموعة من “الأنبياء” ومدعي معرفة الغيب أن يوم الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 هو موعد “الاختطاف” أو الـ Rapture – اللحظة التي يعود فيها المسيح إلى الأرض ليرفع جميع المؤمنين الحقيقيين إلى السماء، حيث تنتظرهم مكافآتهم الأبدية. من الطبيعي أن يكون لديك الكثير من الأسئلة. لا تقلق، نحن أيضاً لدينا الكثير.
من أين أتت هذه النبوءة؟
حسب أفضل التقديرات، فإن فكرة حدوث الاختطاف في 23 سبتمبر تبدو نابعة من إعلان أدلى به شخص يدعى جوشوا مهلاكيلا. يُشار إليه أحياناً على أنه قسيس، لكنه يصف نفسه بأنه “مجرد شخص عادي”. فهو يرفض ألقاباً مثل “الرسول” أو “القسيس” أو “المطران”، لكنه يقبل بلقب “المؤمن” إذا أردت مناداته به. وبغض النظر عن المسمى، يبدو أنه مصدر تاريخ الاختطاف، والذي استقاه من حلم رآه.
الحلم الذي غير كل شيء
بحسب رواية مهلاكيلا، فإنه يرى المسيح في أحلامه منذ سنوات. لكن هناك رؤية واحدة في عام 2018 علقت في ذهنه بشكل خاص. يقول إن المسيح زاره فيها وأخبره أنه ينوي “المجيء لأخذ كنيسته” في يومي 23 و24 سبتمبر 2025. كما أخبره المسيح بأنه “لن تكون هناك كأس عالم في عام 2026”. وهذا الأمر يبدو منطقياً إذا كان الاختطاف حقيقياً! فلن يتبقى الكثير من الناس للعب، نظراً للفوضى التي سيعيشها العالم. لكنه مع ذلك، إشارة غريبة ومحددة جداً يصدر عن ابن الله. يبدو أن المسيح من مشجعي كرة القدم!
على أي حال، هذا يبدو هو أصل هذه القصة بأكملها: رجل حلم بأن كأس العالم لن تقام لأن المسيح يعود.
كيف انتشرت الفكرة على “تيك توك”؟
أكد مهلاكيلا هذه النبوءة مرة أخرى في حلقة بثت في 9 سبتمبر</strong، وحققت الحلقة ما يقارب نصف مليون مشاهدة، مما ساهم على الأرجح في انتشار هذه النظرية على الإنترنت. في مرحلة ما، انتقل هذا التاريخ إلى أجزاء معينة من “تيك توك” حيث يوجد أشخاص يشعرون بنشوة غريبة تجاه فكرة نهاية العالم، كما يتضح من تنبؤاتهم العديدة الأخرى التي جاءت ومرت دون أن يعود المسيح. على سبيل المثال، سبق وأن انتشرت أخبار عبر الإنترنت بأن الاختطاف سيحدث في صيف عام 2021. لكن مزيجاً من المسيحيين، والمهووسين بدراسة الرموز والأعداد، وأنصار نظريات المؤامرة العاديين، وجدوا في هذا التنبؤ فرصة للحديث والتفاعل بشكل كبير.
عالم “رابتشر توك” الغريب
أدى هذا إلى ظهور ما يعرف بـ “رابتشر توك” (RaptureTok)، وهو قسم فرعي داخل المنصة الاجتماعية أصبح من الصعب تجنبه إذا قضيت بعض الوقت في التمرير عبر صفحة “من أجلك”. مرر بإصبعك وقد تجد شخصاً يشرح لك كيف يرتبط رأس السنة اليهودية (Rosh Hashanah) بهذا الموضوع. مرر مرة أخرى وستحصل على نصائح حول كيفية التخلص من أي شيء يحمل طاقة شيطانية محتملة من منزلك قبل بدء الاختطاف. وبنقرة أخرى، يمكنك الحصول على بعض النصائح حول كيفية التعامل مع الصعود إلى السماء. (نصيحة محترف: لا تنظر إلى الأسفل!).
العديد من المحتويات على “رابتشر توك” تكون ساخرة أو استهزائية. ولكن ليس جميعها! فهناك أناس مقتنعون جداً بهذه الفكرة. ومن الصعب إلقاء اللوم عليهم، نظراً لأن الأمور على الأرض ليست على ما يرام تماماً. وفقاً لاستطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث، فإن حوالي 4 من كل 10 أمريكيين يعتقدون أننا نعيش في الأيام الأخيرة. لا تحتاج حتى إلى أن تكون متديناً لتشعر أن هذا الكلام صحيح.
الخلاصة: بين النبوءة والواقع
لكن مهلاً، على الأقل لدينا كأس العالم 2026 لتنتظرها. وهذا في حد ذاته قد يكون دليلاً على أن النبوءة، مثل سابقاتها، قد تذهب أدراج الرياح، ويبقى المستقبل مفاجئاً للجميع.