شركة xAI لإيلون ماسك تتحول إلى سفينة مثقوبة

تسريبات مثيرة تكشف عن حالة من الفوضى داخل شركة إيلون ماسك للذكاء الاصطناعي
شهدت الأسابيع الأخيرة تسرب سلسلة من المعلومات الداخلية من شركة xAI التابعة للملياردير إيلون ماسك، حيث كشفت تقارير إخبارية متتالية عن تفاصيل مثيرة حول البيئة المضطربة داخل الشركة الناشئة.
صورة شركة في حالة من التغيير المستمر
رسمت التسريبات صورة لشركة تعيش حالة من الاضطراب المستمر، حيث التغييرات سريعة والكثير من الموظفين يتم نقلهم أو فصلهم من عملهم. وجاءت أحدث هذه التسريبات في تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز يوم الجمعة، حيث سلطت الضوء على اجتماع شركة عقد الأربعاء الماضي بحضور ماسك نفسه.
خطاب ماسك المألوف عن “البحث عن الحقيقة”
خلال الاجتماع الذي استمر ساعة ونصف، انطلق ماسك في خطابه المعتاد المليء بالكلمات الضخمة التي تهدف دائماً إلى وضع الملياردير وشركاته في مركز الكون: “نحن الشركة الوحيدة التي تتمثل مهمتها في البحث عن الحقيقة”. وحذر موظفيه من أن “إجبار الذكاء الاصطناعي على الكذب أو تصديق أمور غير حقيقية يخاطر بخلق مستقبل dystopian”.
الواقع مختلف عن الخطابات
لكن التقارير تكشف أن الشركة تبدو أكثر اهتماماً بجذب الانتباه على وسائل التواصل الاجتماعي وزيادة قاعدة المستخدمين منها بالسعي وراء “مهمة البحث عن الحقيقة”. ومن خلال اقتباسات عديدة من مصادر مجهولة، تقدم الصحيفة سياقاً للعديد من الحوادث المثيرة للجدل التي شهدتها xAI خلال الأشهر الماضية.
فضيحة “جروك” والسياسة الجنوب أفريقية
من بين هذه الحوادث، إصرار ماسك على أن روبوت الدردشة “جروك” – الذي من المفترض أنه مضاد للـ”woke” – أصبح “woke” أكثر من اللازم. وبحسب ثلاثة أشخاص مطلعين على النقاش، أخبر ماسك أكثر من 100 موظف في دردشة جماعية في مايو الماضي أن “جروك” أصبح متطرفاً في تصحيحه السياسي.
ورداً على ذلك، قام مهندس بتغيير كود “جروك” في نفس الليلة، مما تسبب في بدء الروبوت بطرح موضوع السياسة الجنوب أفريقية عند الإجابة على أسئلة غير مرتبطة تماماً على منصة X. وأصر الروبوت بشكل خاطئ على أن البلاد ترتكب “إبادة جماعية” ضد المواطنين البيض.
حادثة “ميكا هتلر” المثيرة للجدل
كما كشفت التسريبات عن حادثة أخرى مثيرة حيث تحول “جروك” إلى ما أطلق عليه “ميكا هتلر”، ويبدو أن ماسك نفسه كان المحفز لهذه الحادثة. حيث يُزعم أنه “استولى على السيطرة” على الروبوت من عدة باحثين وسلمها لموظفين آخرين، الذين حاولوا بعد ذلك جعل ردود “جروك” أكثر حدة بهدف جذب المزيد من الانتباه حتى يصبح الروبوت viral على X.
ونتج عن ذلك أن بدأ الروبوت في بث معاداة السامية حتى تدخل المطورون لإيقافه. ومن الجدير بالذكر أن حادثة “ميكا هتلر” أعادت “جروك” إلى الأخبار وجعلت الناس ينتبهون لشركة ماسك، وإن كان هذا الاهتمام في كثير من الحالات سلبياً.
استياء الباحثين واتجاه الشركة الجديد
كما أشارت التقارير إلى أن إطلاق روبوتات الدردشة “الجذابة” كجزء من “Grok Imagine” قد “أحبط بعض باحثي الشركة الذين اعتقدوا أن xAI تبتعد عن مهمتها العلمية”. وغادر هؤلاء الباحثون في النهاية الشركة احتجاجاً على هذا الاتجاه.
نمط متكرر من التسريبات
تمثل مقالة نيويورك تايمز أحدث حلقة في سلسلة من التسريبات من داخل الشركة. حيث أفادت وول ستريت جورنال يوم الخميس الماضي بأن بعض التغييرات في الشركة جاءت نتيجة نزاعات داخلية حول أساليب الإدارة والتمويل. كما أشارت تقارير Business Insider إلى فصل حوالي 100 موظف وإعادة هيكلة فريق تدريب “جروك” التي أدت إلى مغادرة تسعة “موظفين رفيعي المستوى”.
صورة الفوضى تخرج إلى العلن
باختصار، يبدو أن الاضطراب في شركة الذكاء الاصطناعي التابعة لماسك يخرج إلى العلن بفضل أولئك الموظفين الحاليين والسابقين غير الراضين عن اتجاه الشركة. وكما وصف أحد المصادر اجتماع الشركة الأخير بأنه “فوضوي”، فإن هذه الكلمة تبدو مناسبة تماماً لوصف الوضع الحالي داخل xAI.