ما الذي يدفع دوران العمالة في شركة ماسك الناشئة للذكاء الاصطناعي؟

استقالات جماعية في xAI: صراعات داخلية وخلافات مالية وراء رحيل كبار التنفيذيين
شهدت شركة xAI التابعة لإيلون ماسك موجة استقالات غير مسبوقة بين كبار المسؤولين التنفيذيين خلال الأشهر القليلة الماضية، مما أثار تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذا التغيير الكبير في القيادة. تقارير جديدة من صحيفة وول ستريت جورنال تشير إلى أن صراعات داخلية حول أسلوب الإدارة وتوقعات مالية غير واقعية قد تكون وراء هذه الاستقالات المتتالية.
قائمة التنفيذيين المغادرين تضم أسماءً بارزة
ضمت قائمة المغادرين مايك ليبراتور، الرئيس المالي السابق للشركة الذي غادر في يوليو/تموز بعد ثلاثة أشهر فقط من انضمامه في أبريل/نيسان. والأمر اللافت أن ليبراتور انتقل للعمل لدى أوبن إيه آي، الشركة المنافسة التي يديرها خصم ماسك اللدود سام ألتمان.
كما شملت الاستقالات روبرت كيل، المستشار العام للشركة، الذي أعلن عبر لينكدإن مغادرته بعد عام من العمل، مشيراً إلى رغبته في قضاء وقت أكبر مع أطفاله الصغار. وأضاف كيل في منشوره: “كانت الوظيفة حلماً، والفريق رائعاً. العمل مع إيلون على هذه التكنولوجيا في هذا الوقت كان مغامرة العمر”، مع إشارة غامضة إلى وجود “تباين في وجهات النظر العالمية”.
إدارة الظل وراء القيادة تثير الاستياء
وفقاً لمصادر مطلعة، فإن العديد من التنفيذيين غادروا بعد صراعات مع مستشاري ماسك المقربين جاريد بيرشال وجون هيرينغ، الذين يشرفون على العمليات اليومية للشركة بينما يتخذ ماسك القرارات النهائية. أعرب التنفيذيون عن استيائهم من عدم وجود سلسلة قيادة رسمية وطريقة إدارة المستشارين نيابة عن ماسك.
كما أبدى بعض المغادرين قلقهم من عدم واقعية التوقعات المالية للشركة. بيرشال، الذي يوصف غالباً بـ”اليد اليمنى لماسك”، يدير جزءاً كبيراً من إمبراطورية الملياردير ويشغل مناصب قيادية في Neuralink ومؤسسة ماسك.
تطورات قانونية واتهامات متبادلة
من جهته، نفى أليكس سبيرو، محامي ماسك، وجود أي خلافات داخلية أو مشاكل مالية في الشركة، ووصف هذه الادعاءات بأنها “كاذبة وافترائية”. كما رفض متحدث باسم xAI التعليق على التقارير، مؤكداً أن ماسك “يقود الشركة برؤية ثابتة والتزام لا يتزعزع”.
في تطور متصل، قامت xAI بمقاضاة مهندس سابق انتقل للعمل لدى أوبن إيه آي، متهمة إياه بسرقة أسرار تجارية، مما يزيد من حدة المنافسة الشخصية بين ماسك وألتمان.
حرب الاستقطاب تمتد إلى قطاع الذكاء الاصطناعي بأكمله
لا تقتصر ظاهرة التناوب الوظيفي على شركة ماسك فقط، فحرب السيطرة على ذروة الذكاء الاصطناعي أشعلت منافسة شرسة بين الشركات التقنية. شركة ميتا تقدم رواتب خيالية لجذب المواهب من جميع أنحاء الصناعة، بينما تفيد تقارير بأن معدلات الاحتفاظ بالموظفين لديها أقل من منافستها أنثروبيك.
كما تشهد أوبن إيه آي وديبمايند أيضاً هجرة engineers إلى أنثروبيك، مما يؤكد أن ظاهرة تنقل الكفاءات أصبحت سمة مميزة لسوق الذكاء الاصطناعي شديد التنافسية.
تبدو معركة الهيمنة على الذكاء الاصطناعي قد دخلت مرحلة جديدة، حيث تتداخل فيها المنافسة التجارية مع الخصومات الشخصية، مما يخلق مشهداً معقداً سيشهد undoubtedly المزيد من التطورات في الأشهر المقبلة.