إنفيديا تتوسل إلى ترامب بحصة 5 مليارات دولار في إنتل

انعطافة تاريخية: انفيديا تصبح أحد أكبر المساهمين في إنتل وتحالف غير متوقع في عالم الرقاقات
شكلت شركة انفيديا خطوة استراتيجية كبيرة يوم الخميس بشراء حصة بقيمة 5 مليارات دولار في شركة إنتل المنافسة، لتصبح أحد أكبر المساهمين فيها. هذا التحالف الجديد يهدف إلى تطوير شراكة استراتيجية بين العملاقين لتصميم رقاقات الحواسيب الشخصية ومراكز البيانات بشكل مشترك.
صحوة عملاق: إنتل تستعيد أنفاسها بعد تراجع مطول
شهدت إنتل، التي كانت ذات يوم الاسم المسيطر في صناعة الرقاقات، تراجعاً مطرداً خلال السنوات الأخيرة بسبب عجزها عن مواكبة منافسين مثل انفيديا في سباق الذكاء الاصطناعي. بدأت الشركة رسمياً استراتيجية الانعطاف العام الماضي بإقالة الرئيس التنفيذي السابق بات جيلسينجر، ليتولى ليپ بو-تان القيادة بعد بضعة أشهر.
شهر مليء بالأحداث: من أزمة إلى صفقة تاريخية
شهد الشهر الماضي عاصفة من الأحداث لكل من بو-تان وإنتل: حيث طالب الرئيس ترامب في البداية باستقالة الرئيس التنفيذي فوراً، مستشهداً بـ”تضارب في المصالح” بسبب روابط مزعومة مع الصين. لكن بعد أيام قليلة من الضغوط، لم يتراجع ترامب عن تصريحاته فحسب، بل وصف بو-تان بأنه “قصة نجاح” وأعلن عن صفقة تمنح الحكومة الأمريكية حصة 10% في إنتل.
الاستثمار الحكومي: المنقذ الذي انتظرته إنتل
أعلن ترامب عن الصفقة على منصة “تروث سوشيال” قائلاً: “الولايات المتحدة الأمريكية تملك الآن وتتحكم بالكامل في 10% من إنتل”. تبين أن هذا الاستثمار كان بمثابة الإنقاذ الحقيقي لإنتل. في سعيها لتصبح أكثر تنافسية في مجال الرقاقات، تحصل إنتل الآن على دعم انفيديا، الاسم الأبرز في رقاقات الذكاء الاصطناعي. وأرسل هذا الإعلان أسهم إنتل إلى الارتفاع بأكثر من 30%.
مكاسب متبادلة: ما وراء الاستثمار لانفيديا
يبدو أن انفيديا ستجني أكثر من مجرد حصة مالية. تضع هذه الصفقة الشركة في موقع favore لدى الحكومة الأمريكية، وهو أمر بالغ الأهمية بينما تحاول الشركة إقناع ترامب بالسماح لها ببيع رقاقات أكثر تطوراً للصين. شهدت انفيديا أشهراً من التقلبات فيما يتعلق بمبيعات الرقاقات في الصين.
معركة الرقاقات: لعبة دبلوماسية معقدة
تطلب الأمر من الرئيس التنفيذي لانفيديا جينسن هوانغ جهوداً دبلوماسية استمرت شهوراً لإقناع ترامب برفع الحظر. وشملت هذه الجهود استثماراً قيمته 500 مليار دولار في التصنيع الأمريكي، ورحلة مع ترامب إلى الإمارات للإعلان عن صفقة مركز بيانات، والموافقة على منح الحكومة حصة 15% من إيرادات الشركة من مبيعات الرقاقات في الصين.
رد فعل الصين: توجه نحو الاعتماد على الذات
ليست بكين سعيدة بالحصول على رقاقات منفيديا منخفضة المواصفات. وأوضحت ذلك الأربعاء عندما أفادت Financial Times أن الحكومة الصينية حظرت رقاقة RTX Pro 6000D منخفضة المستوى، وهي إحدى الرقاقتين المسموح لانفيديا ببيعهما في الصين. وبدلاً من الاعتماد على رقاقات انفيديا، تزعم التقارير أن بكين الآن واثقة من أن العروض المحلية للرقاقات تضاهي تلك المخصصة للصين من انفيديا.
عصر ترامب التقني: تحالفات جديدة ومخاوف ناشئة
لا يمكن إنكار تأثير ترامب في قطاع التكنولوجيا. بعد ثمانية أشهر فقط من ولايته، أظهر الرؤساء التنفيذيون للشركات التقنية الكبرى تضامناً معه مراراً وتكراراً. وقد رد ترامب بالمثل، داعماً لمصالح هذه العمالقة التقنية في المحادثات الدبلوماسية، أحياناً مع مخاطر تعطيل العلاقات مع حلفاء أمريكا التقليديين مثل الاتحاد الأوروبي.
مستقبل غير واضح المعالم
أثارت هذه التطورات بعض القلق حيث أطلق على الروابط الوثيقة بين هؤلاء الرؤساء التنفيذيين التقنيين وإدارة ترامب اسم “الأخوية التقنية” (tech broligarchy) على الإنترنت. بينما تستعد الصناعة لفصل جديد من المنافسة والتعاون، يبقى المستقبل الجغرافي-سياسي للتقنيات المتطورة معلقاً في الميزان.