آخر الأخبار

توقعات رئيس شركة Cloudflare المروّعة حول كيفية تدمير الذكاء الاصطناعي للإنترنت

مستقبل محركات البحث في ظل هيمنة الذكاء الاصطناعي: سيناريوهات مرعبة وأمل متجدد

انضم ماثيو برينس، الرئيس التنفيذي لشركة Cloudflare، إلى قائمة التنفيذيين في قطاع التكنولوجيا الذين يدقون ناقوس الخطر بشأن سيناريو مستقبلي قاتم للذكاء الاصطناعي. وفي حوار مع البودكاست الشهير “The Big Interview” من WIRED، أكد برينس أن أيام هيمنة محركات البحث كـ”واجهة أساسية للإنترنت” قد ولى زمنها منذ فترة طويلة.

نهاية عصر محركات البحث التقليدية

أوضح برينس قائلاً: “عندما تجري بحثاً الآن، تحصل على إجابة جاهزة في أعلى الصفحة. لم يعد البحث يعطيك خريطة كنز تقودك إلى المصادر، بل يقدم ما يسمى بـ’نظرة عامة بالذكاء الاصطناعي’ التي تأخذ محتوىً ضخماً، وتدمجه معاً، وتلخصه بطرق مختلفة، وتقدمه بشكل مترابط”.

ليس برينس الوحيد الذي يتنبأ بنهاية محركات البحث التقليدية. ففي وقت سابق من هذا الشهر، أصدر قاضٍ اتحادي حكماً مفاجئاً في دعوى antitrust حول احتكار جوجل لمحركات البحث، حيث سمح للعملاق التقني بالاحتفاظ بمحرك البحث ومتصفح كروم. وكانت reasoning القاضي أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمثل أخيراً “تحدياً حقيقياً لهيمنة جوجل في سوق البحث على الإنترنت”.

محركات الإجابة: تحول جذري في عالم المعلومات

يؤكد برينس أن الذكاء الاصطناعي ليس محرك بحث تقليدي، بل هو “محرك إجابة” – وهذا التحول الجوهري يفشل في تحقيق حركة المرور التي تعتمد عليها مواقع الإنترنت، والتي تمثل مصدر الدخل للباحثين والكتاب والصحفيين وغيرهم من مبتكري المحتوى.

مع استمرار هيمنة “محركات الإجابة” على حساب محركات البحث، يرى برينس أننا نواجه ثلاثة سيناريوهات مستقبلية محتملة:

السيناريو الأول: نظرية الإنترنت الميت

يعتبر برينس هذا السيناريو غير مرجح الحدوث، حيث تموت فيه الصحافة والأبحاث الأكاديمية تماماً وتسيطر عليها الذكاء الاصطناعي بالكامل. هذه هي “نظرية الإنترنت الميت” التي تفترض أن معظم المحتوى على الإنترنت سيتم إنشاؤه بواسطة البوتات والتعامل معه عبر الذكاء الاصطناعي، كنهاية طبيعية لاستراتيجيات تحقيق الإيرادات القائمة على التفاعل. لكن برينس يشير إلى أن الذكاء الاصطناعي يتغذى على المحتوى الذي يكتبه البشر، ولا ينتجه من العدم، مما يجعل هذا السيناريو غير مرجح.

السيناريو الثاني: إمكانية “بلاك ميرور” المرعبة

يصف برينس هذا السيناريو بأنه “مرعب ومحتمل بشكل مخيف”، ويطلق عليه “إمكانية بلاك ميرور”. في هذا السيناريو، سيعمل كل مبتكر للمحتوى – من الصحفيين إلى الباحثين – لدى حفنة من شركات الذكاء الاصطناعي في نظام يشبه إلى حد كبير نظام القرن الخامس عشر، عندما كان الفنانون والمفكرون والكتاب تحت رعاية عدد قليل من العائلات القوية مثل عائلة ميديتشي في فلورنسا بإيطاليا.

كان آل ميديتشي عائلة قوية موَّلت أعمال العديد من الفنانين والمفكرين، لكنهم أيضاً عززوا قوتهم السياسية من خلال التحكم في إنتاج المعلومات والتأكد من أنها تروج لأيديولوجياتهم الخاصة.

إذا تحقق هذا السيناريو، يعتقد برينس أن شركات الذكاء الاصطناعي مثل Anthropic وPerplexity وOpenAI التابعة لسام ألتمان ستبدأ في النهاية بتوظيف الصحفيين العاطلين عن العمل بشكل متزايد ومبتكري المحتوى الآخرين لإقامة مكاتب إخبارية أو محتوى خاصة بهم.

إذا أصبح هذا واقعنا، فسينتهي الأمر بالنظام العالمي للمعلومات إلى حفنة من شركات التكنولوجيا الكبيرة التي تتحكم في المعرفة ومن المرجح أن تضبطها وفقاً لمعتقداتها. الفكرة ليست مجنونة للغاية: فقبل شهرين فقط، تصدرت Grok من xAI عناوين الأخبار عندما اكتشف الباحثون أن روبوت المحادثة كان يتحقق من آراء مالكه إيلون ماسك قبل الإجابة على الأسئلة الحساسة.

تفتت المعلومات على أسس أيديولوجية

قال برينس: “سيكون هناك محرك محافظ، وآخر ليبرالي، وآخر صيني، وآخر هندي”. هذا التفتت على أسس أيديولوجية يتعارض مباشرة مع الغرض الأساسي من الإنترنت كمكان يمكن للناس فيه مشاركة المعلومات والوصول إليها دون حدود، حيث تتدفق المعرفة من وإلى أي شخص في أي مكان.

إذا بدأ الناس بالاشتراك في حفنة من شركات الذكاء الاصطناعي الكبيرة لقراءة وجهات نظرهم عن العالم، فستصبح المعلومات “معزولة” كما يقول برينس، حيث يفقد الإنترنت دوره كـ”معادل عظيم للمعلومات ومنظم ديمقراطي للمعارف”.

السيناريو الثالث: مستقبل أكثر إشراقاً

هناك إمكانية ثالثة أكثر إشراقاً، وهي التي يحارب من أجلها برينس وشركته Cloudflare. حالياً، المحتوى مجاني للذكاء الاصطناعي. لكن برينس يعتقد أن هذا على وشك التغير. يتوقع أن تصبح شركات الذكاء الاصطناعي في المستقبل أشبه بـNetflix، أي شركة ترخص المحتوى من المبدعين لتقدم لمستخدميها مكتبة محتوى.

يبدو أن المحتوى يثبت أنه المعركة القادمة للذكاء الاصطناعي. خلال إحدى الجلسات العديدة لدعوى antitrust ضد جوجل، سُئل إيدي كيو، نائب الرئيس الأول للخدمات في Apple، عن ما يتطلبه الأمر لاختيار Apple لمنافس آخر غير جوجل كمحرك البحث الافتراضي لمتصفح Safari. أجاب كيو أنه لا يوجد محرك بحث حالي يمكنه الإطاحة بجوجل، لكن الذكاء الاصطناعي التوليدي قد يفعل ذلك بشرط واحد: التكنولوجيا جيدة، لكن ما يحتاج إلى التطور أكثر هو فهرس بحث الذكاء الاصطناعي التوليدي، أي البيانات المتاحة للاسترجاع.

خلق الندرة: سلاح المبدعين في مواجهة الذكاء الاصطناعي

لجعل هذه الإمكانية حقيقة واقعة، يعتقد برينس أن مبتكري المحتوى يحتاجون أولاً إلى خلق الندرة من خلال منع برامج الزحف الخاصة بالذكاء الاصطناعي من الوصول إلى المحتوى دون مقابل. وقد رفع عدد متزايد من الناشرين ومنظمات الأخبار بالفعل دعاوى قضائية ضد various شركات الذكاء الاصطناعي بسبب انخفاض الأرباح الناجم عن قيام الذكاء الاصطناعي بجمع محتواهم دون تعويض.

كانت أحدث الإضافات إلى هذه القائمة يوم الجمعة الماضي، عندما رفعت Penske Media Corporation، الشركة الأم لـRolling Stone وThe Hollywood Reporter، دعوى قضائية ضد جوجل بسبب ميزة “AI Overview” في Search.

أطلقت Cloudflare رصاصتها الأولى في حرب الندرة هذا الصيف عندما بدأت في السماح للعملاء بحجب برامج الزحف الخاصة بالذكاء الاصطناعي من جمع بيانات مواقعهم الإلكترونية، ما لم يدفع man handlers البوتات للمبدعين مقابل البيانات التي يستهلكونها. وتعد شركات مثل Associated Press وConde Nast من العملاء already.

تهديد وجودي وإرادة للبقاء

قال برينس: “هذا تهديد وجودي لنا. إذا توقف الإنترنت عن الوجود، فماذا تبقى لـCloudflare لتفعله؟ لذا فإن أحد الأمور المهمة حقاً بالنسبة لنا هو ecosystem إنترنت مزدهر ونابض بالحياة”.

تبدو الإمكانية الثالثة أفضل من السابقتين (على الأقل بالنسبة لي كصحفي)، لكنها تثير العديد من الأسئلة الخاصة بها. لقد غيرت جوجل تماماً طريقة عمل صناعات المعرفة بتتويجها engagement كملك، في بعض الأحيان على حساب جودة تلك المعلومات. ما الذي سيكون ethos التشغيل في هذا العصر الجديد من المعلومات، حيث تبدأ organizations الأخبار في العمل كخدمات أنباء لروبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي؟

زر الذهاب إلى الأعلى