علاقات سامسونج وآبل

للوهلة الأولى عند ذكر اسمي سامسونج وآبل معا في مكان واحد فإن أول مايتبادر إلى الأذهان هو الصراع القائم بينهم في المحاكم والقضايا التي نتج عنها غرامات تتعدي الـ500 مليون دولار، ولكن في الواقع الأمور ليست كذلك فقط، فشركة سامسونج تساهم في انتاج 25% إلى 50% من هواتف آيفون.
فعلى الرغم من ريادة آيفون في مجال الاجهزة الذكية بداية من حواسبها المكتبية iMac والمحمولة MacBook, مروراً بأجهزة الهواتف آيفون iPhone وأجهزة الآيبود iPod الموسيقية وحواسب آيباد iPad اللوحية وانتهاءا بسماعات AiarPods، إلا أنها لا تملك مصنعا واحداً لإنتاج تلك الأجهزة.

ما يحدث في آبل هو وجود مهندسين يعملون على تطوير الاجهزة وخلق التصميمات والدوائر الالكترونية وتجهيزها على عملية الإنتاج، لتأتي بعد ذلك الشركات الأخرى لتتعاقد على عملية الإنتاج، الأمر الذي سيرفع أسهمهم للسماء بمجرد ذكر عملية تعاقدهم مع آبل، لينجح ستيف جوبز ومن بعده تيم كوك في الحفاظ على شركة آبل مع وجود ربح عالي دائما بغالبية الأجهزة.
في الناحية الأخرى نجد لساموسنج مصانعًا رائدة في صناعة الاجهزة الكهربائية المختلفة بداية من الأجهزة المنزلية الكبيرة حتي أصغر الدوائر الكهربية، ورجوعاً بالزمن إلى عام 2011 مع انتاج هواتف آيفون 4 نجد أن سامسونج ساهمت بما يقرب من 25% من تلك الاجهزة والتي تساهم حتى الآن بـ 65% من عائدات آبل السنوية، ومن بعدها ساهمت سامسونج في إنتاج معالجات آيفون 4 إس A5 ومعالجات آيفون 5 A6 مع تزويد آبل بذاكرة الهواتف أيضاً.

ولكن بسبب زيادة الدعاوي القضائية حاولت الشركة الأمريكية تقليل الاعتماد على الشركة الجنوب كورية خوفًا من ردود الأفعال الغير محسوبة والتي قد تؤثر على هواتف الآيفون بشكل أو بآخر.
ومع ذلك حافظت الشركتان على العلاقات الاحترافية بينهم في هواتف آيفون 6 و 6 بلس حيث ساهمت سامسونج بـ 40% من المكونات الداخلية للهاتف لكن هذه المرة بعد التعاون مع شركة TSMC في انتاج جزء من المعالجات حيث لم ترغب آبل بوضع ثقلها على نقطة ارتكاز واحدة.

ولم يتوقف التعاون ما بين آبل وسامسونج على الآيفون 7 فقط، حيث نجحت TSMC في كسب ود آبل بشكل مُطلق بعد مشاكل سامسونج في انتاج معالجات A9 والتي ادت إلى ارتفاع طفيف في درجة حرارة الاجهزة.
وأخيرًا، لا تنوي آبل أو سامسونج قطع العلاقات في هواتف آيفون X و آيفون 8 والتي من المفترض أن يتم تدشينهما في 2017 والتي ستكون مزودة بـ 90% من ذواكر ستنتجها سامسونج، وليس هذا فقط بل ذكرت بعض المصادر أن آبل وقعت اتفاقية مع سامسونج بإنتاج العملاق الكوري الجنوبي لـ 160 مليون شاشة لصالح آبل وهو ما يعني أن تتعدى مساهمات سامسونج القادمة في آيفون ستتجاوز الـ 40% لتصل إلى 70%.