آخر الأخبار

سماعات الواقع الافتراضي أفضل من أي وقت مضى ولا يبدو أن أحدًا يهتم

واقع الـ VR وXR: هل وصلت نظارات الواقع الافتراضي إلى نهايتها؟

واقع الـ VR وXR: هل وصلت نظارات الواقع الافتراضي إلى نهايتها؟

لو كان الواقع المختلط (Mixed Reality) والواقع الافتراضي (Virtual Reality) لا يزالان يحظيان بأهمية كبرى، لما كان بإمكانك تخمين ذلك من خلال مؤتمر “ميتا كونكت” (Meta Connect) الذي انعقد الأسبوع الماضي. لم يكن هناك إعلانات كبيرة عن جهاز كويست (Quest)، ولا جهاز جديد من السلسلة، بل بدا أن الشركة التي كانت الأكثر ضجيجاً وفخراً بتقنيات XR وVR لم تتناولها إلا من خلال جلسة حوارية مفاجئة وغير مألوفة مع المخرج جيمس كاميرون، مخرج فيلم “أفاتار”.

التقدم التقني في مواجهة تراجع الاهتمام

قد يبدو هذا منطقياً إذا كانت أجهزة XR وVR قد تراجعت بسبب نقص التطور التكنولوجي أو قلة الاستثمار. ولكن المفارقة هي أن العتاد الصلب (Hardware) أصبح أكثر تطوراً من أي وقت مضى. خذ على سبيل المثال جهازي “بيماكس دريم إير” (Pimax Dream Air) و”دريم إير إس إي” (Dream Air SE) القادمين. رغم تأجيل إطلاقهما حتى ديسمبر، فإن مواصفاتهما تبدو مبهرة لمحبي الواقع الافتراضي.

وفقاً لـ “بيماكس”، يزن كلا الجهازين أقل من 200 جرام، ويأتيان بشاشات “مايكرو أوليد” (micro OLED)، كما سيتمتع “دريم إير” بدقة 4K في كل عين. وهذه مجرد بداية المنافسة. ولكن الميزة الأبرز التي سيتمتع بها الجهازان هي حزام رأس ذاتي الشد يعمل بمحرك – وهي ميزة غير ضرورية لكنها بلا شك رائعة. كما سيقوم الجهاز بضبط العدسات تلقائياً لتناسب رؤية المستخدم، مما يلغي الحاجة للعبث بالإعدادات يدوياً.

منافسون جدد وتقدم في الأفق

و”بيماكس” ليست الوحيدة التي تتقدم في هذا المجال. يبدو أن “سامسونج” على وشك إطلاق نظارتها “Project Moohan” للواقع الممتد، كمنافس لجهاز “آبل فيجن برو” (Apple Vision Pro)، حيث من المتوقع أن تقدم شاشات فائقة الجودة وواجهة مستخدم بديهية، وكل ذلك بسعر أقل بكثير من 3500 دولار. ولا ننسى الشائعات حول نسخة قادمة من “فيجن برو” قد تنخفض أسعارها وتأتي بمعالج أكثر قوة.

من الواضح أن هناك تقدماً في الطريق، بل وقد يكون تقدماً كبيراً. ولكن يبدو أن الحماس تجاه هذا التقدم لا يتطابق مع حجمه. للعام الثالث على التوالي، انخفضت مبيعات نظارات الواقع الافتراضي في 2024، رغم دخول “آبل” الساحة وإطلاق “ميتا” لجهاز “Quest 3S” بأسعار معقولة جداً تبدأ من 299 دولاراً. حتى “ميتا”، اللاعب الأكبر في السوق، شهدت انخفاضاً في إيرادات “Reality Labs” بنسبة 6% بسبب تراجع مبيعات أجهزة “كويست”. النقطة الأساسية هي أن الناس لا يشترون النظارات رغم أنها أفضل مما كانت عليه يوماً.

التحديات التي تواجه المستخدمين

من ناحية، يمكن فهم هذا التراجع. فبينما تتميز أجهزة “بيماكس دريم إير” بخفتها، إلا أنها مرتبطة بحاسوب شخصي، مما يحد من تجربة الانغماس الكاملة. أما “فيجن برو” فغير مرتبط، لكنه ثقيل ومكلف. بالإضافة إلى ذلك، هناك بطارية خارجية تشكل نوعاً من القيد، حيث يجب عليك حملها أثناء تفاعلك في الواقع الممتد. حتى جهاز “Quest 3S”، الذي يمثل نقطة توازن جيدة بين الوزن والقدرة والسعر، لا يزال يعاني من مشاكل ارتداء جهاز كبير على الوجه: كالتعرق والشعور بالحرارة، وتأثيرات واضحة على الوجه بعد الاستخدام.

النظارات الذكية: المنافس الأكثر جاذبية

رغم روعة تجارب XR وVR، إلا أنها تبقى حكراً على فئة محددة لأسباب عديدة. وقد تتفاقم هذه السلبيات عند مقارنتها بأجهزة ناشئة مثل النظارات الذكية. تجربتي مع “ميتا راي بان ديسبلاي” (Meta Ray-Ban Display) كانت مقنعة على الفور. فهي خفيفة الوزن، وتؤدي مهام مفيدة مثل المراسلة والملاحة، وتأتي بحزام “Neural Band” الذي يجعل التنقل في الواجهة بديهياً. بالطبع، إمكانياتها لا تقارن بنظارات VR أو XR كاملة، وسعرها لا يزال مرتفعاً (800 دولار)، لكن فوائدها واضحة منذ اللحظة الأولى.

مستقبل النظارات: جسر نحو شيء أصغر

لا أستطيع بعد وضع “المسمار الأخير” في نعش نظارات XR وVR. ستظل لها مكانتها طالما ما زلنا نعاني من تصغير حجم تقنيات الواقع المعزز (AR) في أجهزة لا تثقل الرأس، وهو ما قد يستغرق وقتاً طويلاً. ولكن ربما كانت هذه النظارات مجرد جسر نحو شيء أصغر حجماً وأخف وزناً، أشبه ما يكون بالنظارات الذكية مثل “راي بان”. فبغض النظر عن مدى سطوع الشاشات أو سلاسة الواجهات، يبدو أن المستقبل ينتمي إلى ما هو أكثر راحة وتكاملًا مع الحياة اليومية.

زر الذهاب إلى الأعلى