اتهامات بالاحتيال وممارسات خادعة: لجنة التجارة الفيدرالية و7 ولايات يقاضون Ticketmaster

في تطور كبير هز عالم الترفيه، أقامت لجنة التجارة الفيدرالية (FTC) وسبع ولايات أمريكية دعوى قضائية ضد شركة Ticketmaster وشركتها الأم Live Nation. ووجهت الدعوى، التي أُعلن عنها الخميس، اتهامات للشركة العملاقة بممارسات “خادعة” في إعادة بيع التذاكر، وفقًا لبيان صحفي رسمي.

التنسيق الخفي مع السماسرة وتحويل المضاربة إلى سياسة

اتهمت الهيئة التنظيمية الفيدرالية Ticketmaster بـ”التنسيق الضمني مع سماسرة التذاكر”، حيث تسمح لهم بشراء تذاكر بقيمة ملايين الدولارات، بهدف أساسي هو إعادة بيعها لاحقًا بأسعار مضاعفة للمستهلكين الحقيقيين الراغبين في حضور الحفلات. والأخطر من ذلك، أن الشركة كانت على علم تام بقيام هؤلاء السماسرة بانتظام بتجاوز إجراءات الأمان، عن طريق إنشاء حسابات باستخدام عناوين IP وهمية.

بل إن الدعوى كشفت أن Ticketmaster تقدم دعماً تقنياً لهؤلاء السماسرة من خلال برنامج يدعى TradeDesk، وهو برنامج متطور يساعد السماسرة في تتبع وتجميع المشتريات من آلاف الحسابات المختلفة، مما يسهل عليهم إدارة عمليات إعادة البيع بشكل منظم وواسع النطاق. وكشفت التحقيقات أن خمسة سماسرة فقط كانوا يمتلكون أكثر من 6000 حساب على Ticketmaster، احتوت على ما يزيد عن 240,000 تذكرة لأكثر من 2500 حدث.

ولإثبات أن هذه الممارسات كانت مقصودة، استشهدت الهيئة برسالة بريد إلكتروني داخلية لمسؤول تنفيذي في Ticketmaster يعترف فيها صراحة بأن الشركة “تتغاضى عن الأمر كسياسة متبعة” تجاه قيام السماسرة بشراء كميات من التذاكر تفوق كثيرًا ما يُسمح به.

احتكار السوق وخداع المستهلك بشأن التكاليف الحقيقية

لا تقتصر الاتهامات على المضاربة فحسب، بل تمتد إلى خداع المستهلكين بشأن التكلفة الإجمالية الحقيقية للتذكرة. إذ تقوم Ticketmaster بالإعلان عن أسعار لا تشمل الرسوم الإلزامية، والتي لا تظهر للمشتري إلا في الخطوة الأخيرة من عملية الدفع. وكشفت الهيئة أن هذه الرسوم يمكن أن تصل إلى 44% من سعر التذكرة الأساسي.

وأشارت البيانات إلى أن المستهلكين أنفقوا 82.6 مليار دولار على شراء التذاكر من المنصة بين عامي 2019 و2024، بينما بلغ إجمالي قيمة هذه الرسوم المخفية 16.4 مليار دولار في الفترة من 2019 إلى 2025. وتسيطر Ticketmaster على ما يقرب من 80% من سوق التذاكر الأساسي لأهم أماكن الحفلات الموسيقية، مما يعزز موقعها الاحتكاري.

تحرك سياسي وإرجاع الفضل إلى إدارة ترامب

على الرغم من أن الموقف الأكثر تشددًا ضد Ticketmaster كان قيد الإعداد منذ رئاسة جو بايدن، إلا أن القيادة الحالية للجنة التجارة الفيدرالية سارعت إلى إرجاع الفضل في هذا الإجراء المتصاعد إلى الرئيس السابق دونالد ترامب.

وصرح أندرو فيرجسون، رئيس لجنة التجارة الفيدرالية، في البيان: “أوضح الرئيس دونالد ترامب في أمره التنفيذي في شهر مارس أن على الحكومة الفيدرالية حماية الأمريكيين من الاحتيال عند شراء تذاكر الأحداث الحية. الترفيه الحي الأمريكي هو الأفضل في العالم ويجب أن يكون في متناولنا جميعًا”. وأضاف: “لا ينبغي أن يكلف الذهاب مع العائلة إلى مباراة بيسبول أو حضور حفلة موسيقى المفضل ثروة طائلة. تعمل لجنة التجارة الفيدرالية في عهد ترامب-فانس بجد لضمان حصول المشجعين على فرصة لشراء تذاكر عادلة الثمن، والدعوى اليوم هي خطوة هائلة في هذا الاتجاه”.

لم ترد شركة Ticketmaster على الفور على طلب للتعليق يوم الخميس بعد الظهر. وسيتم تحديث هذا المقال في حال ورود أي رد.