تعاني جنرال موتورز من نقص قطع الغيار وتردد الطلب على السيارات الكهربائية، وتستعد لتسريح العمال.

جنرال موتورز تعلن عن تسريح مؤقت للعمال في مصنع ميسوري بسبب نقص قطع الغيار
تفاصيل التسريحات المؤقتة
تستعد شركة جنرال موتورز العملاقة لتنفيذ تسريحات مؤقتة في مصنعها بمدينة وينزفيل في ميسوري. وفقاً لرسالة وجهها المدير التنفيذي للمصنع وممثل نقابة العمال المحلية (UAW)، فإن الغالبية العظمى من عمال المصنع سيتأثرون بهذه الإجراءات المؤقتة.
يُذكر أن مصنع وينزفيل التابع للشركة ينتج شاحنات شيفروليه كولورادو وجي إم سي كانيون المتوسطة الحجم، بالإضافة إلى سيارات فان شيفروليه إكسبريس وجي إم سي سافانا الكبيرة. وكانت هناك شائعات عن خطة لتحويل الموديلين الأخيرين بالكامل إلى المركبات الكهربائية بحلول عام 2026، لكن الشركة تراجعت عن هذه الخطط وفقاً لتقارير GMAuthority.
أسباب الأزمة وتداعياتها
يعود سبب التسريحات المؤقتة – المتوقعة أن تستمر من 29 سبتمبر إلى 19 أكتوبر – إلى نقص في قطع الغيار. ولم ترد جنرال موتورز على طلب التعليق من موقع Gizmodo، مع الوعد بتحديث الخبر عند تلقي الرد.
تأثير السياسات الحكومية على صناعة السيارات الكهربائية
يمثل نقص قطع الغيار أحدث التحديات التي تواجه جنرال موتورز، حيث تشكل السياسات الحكومية التحدي الأكبر. فقد أدت إجراءات إدارة ترامب ضد صناعة المركبات الكهربائية إلى إعادة الشركة العملاقة تقييم استراتيجيتها للتحول الكهربائي.
كان من أولى إجراءات دونالد ترامب كرئيس بدء عملية إلغاء الإعفاء الضريبي للمستهلكين بقيمة 7500 دولار للمركبات الكهربائية. وعلى الرغم من أن الإعفاء الحالي تم تمريره ضمن قانون خفض التضخم للرئيس جو بايدن، إلا أن أشكالاً مختلفة من الدعم الضريبي للمركبات الكهربائية كانت موجودة لأكثر من عقد.
تداعيات انتهاء الدعم الضريبي
من المقرر أن تنتهي صلاحية الإعفاءات الضريبية في 30 سبتمبر، مما يدفع بصناعة المركبات الكهربائية إلى مرحلة من عدم اليقين. وقد دفع هذا الغموض جنرال موتورز إلى خفض الإنتاج في مصنع تجميع رئيسي للمركبات الكهربائية، وتسريح العمال بشكل مؤقت، وتأجيل نوبة عمل في مصنع كانساس سيتي الذي كان من المقرر أن ينتج سيارات شيفروليه بولت الكهربائية لاحقاً هذا العام.
التحديات والآفاق المستقبلية للتحول الكهربائي
في عام 2021، التزمت جنرال موتورز بتحويل أسطولها بالكامل إلى المركبات الكهربائية بحلول عام 2035. لكن سياسات عصر ترامب تشكل عقبة كبرى أمام هذه الرؤية. وفقاً لتصريحات الرئيسة التنفيذية ماري بارا الأسبوع الماضي، لا تزال المركبات الكهربائية هي “النجم الشمالي” للشركة.
كما تظهر مؤشرات إيجابية على تحسن الطلب، حيث ارتفعت مبيعات المركبات الكهربائية المستعملة بنسبة 40% في يوليو الماضي مقارنة بالعام السابق، وسجلت مبيعات المركبات الكهربائية للشركة رقماً قياسياً شهرياً في أغسطس.
توقعات ما بعد انتهاء الدعم الحكومي
أشارت الشركة في بيان صحفي إلى أنها تتوقع طلباً قوياً في سبتمبر أيضاً، لكن المبيعات “بلا شك” ستنخفض بعد انتهاء الإعفاءات الضريبية. صرح دنكان ألدريد، رئيس أعمال جنرال موتورز في أمريكا الشمالية: “قد يستغرق السوق عدة أشهر ليعود إلى طبيعته. سنشهد حتماً سوقاً أصغر للمركبات الكهربائية لفترة، ولن نفرط في الإنتاج”.
المشهد العالمي للمركبات الكهربائية
لا يمثل عدم اليقين القادم اختباراً لجنرال موتورز فحسب، بل اختباراً للولايات المتحدة ككل. بينما يتذبذب الطلب على المركبات الكهربائية في الولايات المتحدة وتلغي واشنطن الدعم الرئيسي للصناعة، تتمتع شركات تصنيع المركبات الكهربائية الصينية مثل BYD بدعم حكومي بينما تتوسع بطموح في عملياتها ونفوذها العالمي.
قد يكون الطلب بطيئاً في الولايات المتحدة لأسباب عديدة (أحدها بلا شك نقص البنية التحتية لشحن المركبات الكهربائية)، لكن الخبراء يعتقدون أن المستقبل لا يزال كهربائياً بدرجة كبيرة. توقع محللو غولدمان ساكس العام الماضي أن تشكل المركبات الكهربائية 50% من مبيعات السيارات الجديدة العالمية بحلول عام 2035.