آخر الأخبار

ترامب يقول إن شبكات التلفزيون التي تنتقده يجب أن تفقد تراخيصها

أزمة حرية التعبير: ترمب يهدد بسحب تراخيص البث من القنوات الناقدة

دخلت حرية الإعلام في الولايات المتحدة منعطفاً خطيراً بعد تعليق قناة ABC لبرنامج “جيمي كيميل لايف” بشكل غير محدد، وسط ضغوط من رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC) بريندان كار، مما أثار جدلاً وطنياً حول صلاحيات الرئيس في التحكم بما يشاهده الأمريكيون على شاشات التلفزيون.

تهديدات صريحة ضد حرية التعبير

تصاعدت الأزمة يوم الخميس عندما صرح الرئيس ترمب بشكل صريح بأن أي قناة تلفزيونية تنتقده يجب أن تفقد ترخيص البث الخاص بها. جاءت هذه التصريحات أثناء استجوابه من قبل الصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، حيث ادعى أن الشبكات الإخبارية تمنحه “دعاية سيئة” وتكون “ضده بنسبة 97%” دون تقديم أي مصادر أو إيضاحات.

ترمب يمدح رئيس FCC ويتوعد الناقدين

<pأثنى ترمب على رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية واصفاً إياه بـ"الوطني المتميز" الذي "يحب بلاده"، بينما أكد أن من يقدمون له تغطية إعلامية سلبية يجب سحب تراخيص بثهم. وقال ترمب: "هم يحصلون على ترخيص.. أعتقد أنه ربما يجب سحب ترخيصهم".

إستراتيجية التهديد المقنع

يلاحظ المحللون أن ترمب يستخدم كلمة “ربما” لإعطاء نفسه مساحة للإنكار، وهي إستراتيجية مألوفة يستخدمها لتجنب المسؤولية المباشرة عن تهديداته الصريحة لحرية التعبير.

تسويات قضائية مثيرة للجدل

كشف ترمب أثناء المحادثة عن فخره بـ”هزيمته” لشبكتي ABC وCBS من خلال الحصول على مبالغ طائلة في تسويات قضائية. حيث قامت ABC بتسوية دعوى قذف كانت تعتبر استسلاماً لمطالبه غير المعقولة، كما فعلت CBS شيئاً مماثلاً في قضية تتعلق ببرنامج “60 دقيقة”.

هجوم على مذيعي البرامج الليلية

عند سؤاله عن من يرغب في رؤيته يحل محل كيميل، وصف ترمب المذيع بأنه “مجنون” و”بلا موهبة”، مدعياً أن تقييمات برنامجه أسوأ من منافسيه. كما أشار إلى أن مذيعي CBS وNBC سيكونون التاليين في استهدافه.

أهداف واضحة لقمع المعارضة

وصل ترمب إلى حد اتهام الشبكات الإخبارية بأنها “ذراع للحزب الديمقراطي” وأنها “غير مسموح لها بانتقاده” لأنها مرخصة. هذه التصريحات تتعارض صراحة مع التعديل الأول للدستور الأمريكي الذي يحمي حرية التعبير.

البرامج التالية في مرمى النيران

بناءً على تصريحات رئيس FCC، يبدو أن برنامج “The View” سيكون التالي في قائمة الاستهداف. حيث صرح كار: “أعتقد أنه من المجدي أن تبحث FCC في برنامج The View وبعض البرامج الأخرى”.

مناخ الرعب الإعلامي

يشير المراقبون إلى أن عدم مناقشة طاقم The View لقضية كيميل – كما ذكرت مجلة People – يمثل نموذجاً لكيفية عمل الأنظمة الاستبدادية، حيث لا يحتاج الرئيس إلى تهديد مباشر، فبعد إسكات عدد كاف من الأصوات، يدخل الآخرون في نمط الحفاظ على الذات.

هذه التطورات تثير مخاوف جدية حول مستقبل حرية الإعلام في الولايات المتحدة، وتذكر بأساليب الأنظمة السلطوية في السيطرة على وسائل الإعلام وقمع الأصوات المعارضة.

زر الذهاب إلى الأعلى